
| |




وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّهُ كَانَ لِنَابُوت اليَزْرَ عِيلِي كَرْمٌ فِي يَزْرَعِيلَ بِجَانِبِ قَصْرِ أَخْآبَ مَلِكِ السَّامِرَةِ. (كتاب الملوك الأول ٢١: ١-١٦)
السامِريّ الشرّير
نهب الأراضي على يد المستوطنين في الضفّةِ الغربيّة من خلال رعي الأغنام والماشية
في حزيران 2022، نشرت منظّمة “كِرِم نابوت” تقريرًا بعنوان قطعان المستوطنين - الرعي والنهب الإسرائيليّ في الضفّة الغربيّة". كشف التقرير عن أنّ المستوطنين تمكّنوا، من خلال إقامة 77 بؤرة استيطانيّة رعويّة منتشرة في أنحاء الضفّة الغربيّة حتّى ذلك الحين، من السيطرة على نحو 240,000 دونم، أي ما يعادل حوالي 7% من مساحة الضفّة الغربيّة. منذ نشر التقرير، شهد معدّل إقامة هذه البُؤَر الرعويّة تصاعدًا حادًّا وبوتيرةٍ متسارعة. في كانون الأوّل 2022، تمّ تنصيب حكومة اليمين المتطرّف بقيادة نتنياهو-سموتريتش-بن غفير، التي عزّزت دعم الحكومات السابقة لإقامة هذه البُؤَر، فازدادت هذه الجهود بشكلٍ ملحوظ بعد السابع من تشرين الأول 2023. منذ نشر التقرير الأوّل، تمّ إنشاء أكثر من 70 بؤرة استيطانيّة رعويّة إضافيّة، ممّا أدّى إلى

تصاعد ملحوظ في أعمال العنف التي يمارسها المستوطنون بحقّ الفلسطينييّن. وقد أسفر ذلك، حتى الآن، عن تهجير عشرات التجمّعات الفلسطينيّة ومجموعات الرعاة. في هذا التقرير الصادر عن منظّمتَي “كِرِم نابوت” و”السلام الآن”، نكشف عن أنّ المستوطنين في البُؤَر الاستيطانيّة الرعويّة تمكّنوا حتّى اليوم من السيطرة على ما يقارب 786,000 دونم، أي ما يعادل 14% من مساحة الضفّة الغربيّة. عمليًّا، خلال عامين ونصف فقط، استولى المستوطنون على 70% من مجمل الأراضي التي استولوا عليها حتّى الآن لأغراض الرعي
.
مبادئ الطريقة التي انتهجها المستوطنون بدعمٍ من الحكومة والجيش:
-
إنشاء بؤر استيطانيّة رعويّة وإبعاد الرعاة والمزارعين الفلسطينيّين عن أراضيهم المحيطة بها.
-
ممارسة المضايقات والاعتداءات العنيفة والمُمنهَجة ضدّ التجمّعات الفلسطينيّة المجاورة، حتّى تهجيرها قسرًا من المنطقة.
-
السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي التي تمّ تهجير سكّان التجمّعات الفلسطينيّة منها، ومن ثَمّ إقامة بؤر استيطانيّة جديدة عليها.
وهكذا نجح المستوطنون في تهجير أكثر من 60 تجمّعًا فلسطينيًّا ومجموعة رعاة فلسطينيّين، وفي إقامة ما لا يقلّ عن 14 بؤرة استيطانيّة رعويّة على أنقاض هذه التجمّعات أو في محيطها.
يكشف فحص المناطق التي استولى عليها المستوطنون أنّ غالبية هذه الأراضي ليست مصنّفة كـ”أراضي دولة”، وذلك أيضًا وفقًا لتعريفات السُّلطات الإسرائيليّة ذاتها؛ إذ تُشكّل “أراضي الدولة” ما يقارب 40% فقط من المناطق التي استولى عليها المستوطنون. إضافةً إلى ذلك، تشير البيانات إلى أنّ نحو 41% من المناطق المُستولى عليها قد أعلن الجيش الإسرائيليّ عنها كـ“مناطق إطلاق نار” يُحظر على المدنيّين الذين ليسوا هم من سُكّان المكان الدخول إليها، أي مناطق يُحظر، رسميًّا، على المستوطنين الدخول إليها. حوالي 4.4% من المناطق التي تمّ الاستيلاء عليها ضمن البؤر الاستيطانيّة الرعويّة تقع داخل حدود السُلطة الفلسطينيّة (المناطق المُصنَّفة أ و ب).

عقود تخصيص للمراعي
قامت “دائرة الاستيطان” التابعة للمنظّمة الصهيونيّة العالميّة المسؤولة (بتوكيلٍ من الدولة) عن إدارة مئات الآلاف من الدونمات في الضفّة الغربيّة، بعيدًا عن أيّ رقابة أو إشراف عامّ- بمنح عشرات المستوطنين “عقود تخصيص للمراعي”. ووفقًا لنيابة الدولة، فقد خصّصت الدائرة حوالي 80,000 دونم في الضفّة الغربيّة للمستوطنين، وذلك لأغراض الرعي. هذه العقود تُمكِّن المستوطنين من السيطرة على مئات الآلاف من الدونمات الإضافية التي لا تشملها عقود التخصيص، ومن الحصول على دعم الدولة الماليّ، مع العلم أنّه يُحظَر على الدولة، رسميًّا، تمويل أنشطة “غير قانونيّة”. علاوةً على ذلك، يستخدم المستوطنون عقود التخصيص أيضًا أمام الجهات العسكريّة في الميدان، لدفعها إلى مساعدتهم في طرد الرعاة والمزارعين الفلسطينيّين من المناطق التي يسعَوْن إلى السيطرة عليها.
في هذا التقرير، يُكشف لأوّل مرّة عن عشرات عقود تخصيص المراعي التي أبرمتها “دائرة الاستيطان” مع عشرات المستوطنين المختلفين، والتي يُرجّح أنّها تمثّل فقط نصف عدد العقود القائمة. ومن خلال العقود التي تمكّنّا من الحصول عليها، يتّضح ما يلي:
-
قامت “دائرة الاستيطان” بتخصيص آلاف الدونمات لعشرات المستوطنين دون طرح مناقصات أو مقابل ماديّ.
-
تنصّ عقود التخصيص على أنّ الهدف من تخصيص الأراضي هو “الرّعي”، لكن في غالبيّة الحالات، أقام المستوطنون بؤرًا استيطانيّة غير قانونيّة، دون تصاريح بناء وبشكلٍ يتعارض بوضوح مع شروط العقد.
-
الخرائط المُرفقة في العقود تمّ إعدادها بطريقة تنمّ عن إهمالٍ واضحٍ وتفتقر إلى الدّقّة. وحسب تقديرنا، فإنّ هذا الإهمال ليس مجرّد خطأ عفويّ، بل إنّه إجراء متعمَّد يهدف إلى تسهيل سيطرة المستوطنين على أراضٍ لم تُخصّص لهم.
-
في جميع العقود، هناك عدم ملاءمة بين المساحة المذكورة في العقد (بالدونمات) والمساحة المشمولة في الخرائط المُرفَقة.
-
بعض العقود تُخصِّص أراضي للمستوطنين سبق تخصيصها في عقود أخرى لمستوطنين آخرين، وذلك لأغراض السكن أو الزراعة.
-
بعض التخصيصات تشمل أراضي ذات ملكيّة خاصّة لفلسطينيّين (بمساحة إجماليّة تقارب 9,000 دونم)، وهي أراضٍ لا يمكن، قانونيًّا، أن تكون تحت تصرّف “دائرة الاستيطان”، كما لا يمكن بالتأكيد أن تُخصَّص للمستوطنين.
-
أكثر من 10,000 دونم من الأراضي المُخصّصة في هذه العقود هي أراضٍ مُعلَنة، لكنّها لم تخضع للمراجعة من قِبل فريق “الخطّ الأزرق”، وهو ما يخالف توجيهات المستشار القانونيّ.
-
أكثر من 5,000 دونم من الأراضي التي تمّ تخصيصها للمستوطنين تقع داخل مناطق إطلاق النّار، وهي مناطق يُحظَر على المستوطنين دخولها.
-
في أحد العقود، خصّصت “دائرة الاستيطان” لأحد المستوطنين حوالي 1,060 دونمًا داخل أراضي السُلطة الفلسطينيّة (المنطقة ب).
كما نوّهنا، تستند هذه النتائج فقط إلى عقود التخصيص التي تمكّنّا من الحصول عليها حتّى الآن.